کد مطلب:109889 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:149
حمد الله الْحَمْدُ لله الَّذِی لاَ تُوَارِی عَنْهُ سَمَاءٌ سَمَاءً، وَلاَ أَرْضٌ أَرْضاً. یوم الشوری منها: وَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّكَ یابْنَ أبِی طَالِبٍ عَلَی هذَا الْأَمْرِ لَحَرِیصٌ. فَقُلْتُ: بَلْ أَنْتُمْ وَاللهِ لِأَحْرَصُ وَأَبْعَدُ، وَأَنَا أَخَصُّ وَأَقْرَبُ، وَإِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِی وَأَنْتُمْ تَحُولُونَ بَیْنِی وَبَیْنَهُ، وَتَضْرِبُونَ وَجْهِی دُونَهُ، فَلَمَّا قَرَّعْتُهُ بِالْحُجَّةِ فِی الْملاءِ الْحَاضِرِینَ هَبَّ كَأَنَّهُ بُهِتَ لاَ یَدْرِی مَا یُجِیبُنِی بِهِ! الاستنصار علی قریش اللَّهُمَّ إنَّی أَسْتَعْدِیكَ عَلی قُرَیْشٍ وَمَنْ أَعَانَهُمْ! فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِی، وَصَغَّرُوا عَظِیمَ مَنْزِلَتِی، وَأَجْمَعُوا عَلَی مُنَازَعَتِی أَمْراً هُوَ لِی. ثُمَّ قَالُوا: أَلاَ إنَّ فِی الْحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفِی الْحَقِّ أَنْ تَتْرُكَهُ. منها فی ذكر أصحاب الجمل فَخَرَجُوا یَجُرُّونَ حُرْمَةَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ- كَمَا تُجَرُّ الْأُمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَا، مُتَوَجِّهِینَ بِهَا إِلَی الْبَصْرَةِ، فَحَبَسَا نِسَاءَ هُمَا فِی بُیُوتِهِمَا، وَأَبْرَزَا حَبِیس رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ- لَهُمَا َلِغَیْرِهِمَا، فِی جَیْشٍ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَقَدْ أَعْطَانِی الطَّاعَةَ، وَسَمَحَ لِی بِالْبَیْعَةِ، طَائِعاً غَیْرَ مُكْرَهٍ، فَقَدِمُوا عَلَی عَامِلِی بِهَا وَخُزَّانِ بَیْتِ مَالِ الْمُسْلِمِینَ وَغَیْرِهِمْ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبْراً، وَطَائِفَةً غَدْراً. فَوَاللهِ لَوْ لَمْ یُصِیبُوا مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مُعْتَمِدِینَ لِقَتْلِهِ، بِلاَ جُرْمٍ جَرَّهُ، لَحَلَّ لی قَتْلُ ذلِكَ الْجَیْشِ كُلِّهِ، إِذْ حَضَرُوهُ فَلَمْ یُنْكِرُوا، وَلَمْ یَدْفَعُوا عَنْهُ بِلِسَانٍ وَلاَ یَدٍ. دَعْ مَا أَنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمِینَ مِثْلَ الْعِدَّةِ الَّتِی دَخَلُوا بِهَا عَلَیْهِمْ!
ومن خطبة له علیه السلام